هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول</a><hr></a><hr>

 

 مثلث العنف التربوي وانعكاساته على النمو التربوي للطفل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mohamed amine
عضو متميز
عضو متميز
mohamed amine


عدد الرسائل : 37
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 10/09/2007

مثلث العنف التربوي وانعكاساته على النمو التربوي للطفل Empty
مُساهمةموضوع: مثلث العنف التربوي وانعكاساته على النمو التربوي للطفل   مثلث العنف التربوي وانعكاساته على النمو التربوي للطفل I_icon_minitime9/12/2007, 13:51

pale مثلث العنف التربوي وانعكاساته على النمو التربوي للطفل pale


تبلغ السلبية التربوية مداها في ممارسة الثالوث المحظور في العمليةالتربوية: الضرب والشتم والصراخ تلك الوسائل الثلاثة هي صورة قصوى لتضخيم السلطةالوالدية على حساب حاجات الطفل التربوية.
وإذا كنا نعتبر أن العقاب التربوي جزءأساسي من نظام التعامل التربوي مع الطفل، إلا أننا لا نختزل العقاب في هذه الوسائلالسلبية الثلاثة.

فالضرب بما هو إيلام جسدي، والشتم بما هو إهانة معنوية، والصراخ بما هو إرهاب نفسي.. فإن الأب المتسلط يهدف من خلال هذه الوسائل الثلاثة إلىأن يقول للطفل:' إذا أردت أن تنجو من الألم البدني، وإذا أردت أن يكون لك اعتبار، وإذا أردت أن تحس بالأمن من قبلي، فعليك أن تطيعني'.

قد تكون أنت من الذين أدمنوا استعمال هذه الوسائل،أو من الذين لا يستعملونها إلا نادرا، أو ربما من الذين لم يستعملوها أبدا، و لكنيفي كل الحالات أدعوك إلى الوقوف قليلا عند حقيقة كل حقيقة وأثر هذا الثالوثالمحظور في العملية التربوية وليست كل الوسائل السلبية المكونة للثالوث متساوية من حيث الأثر السي على الطفل، بل هي متفاوتة في انعكاساتها السلبية وآثارها التربوية: فالشتم باعتبارهيستهدف كرامة الطفل وشعوره الاعتباري ومعنوياته باستغلال هشاشته النفسية، يعتبرسلوكا غير مبرر بأي شكل من الأشكال، اللهم إلا إذا كان الأب يعتبر أن تفريغه لغضبهفي الطفل هو في حد ذاته مبررا وسأعفي نفسي وأعفيكم من الدخول في تفاصيل الشتائمالتي قد لا تعبر في كثير من الأحيان إلا عن سلوك نابع من أب يعاني من الوسواس التسلطي،والذي لا يجد راحته إلا عند فتح وعائه ليصدر قائمة ممقوتة من الشتائم والأوصافالمبتذلة.

أما الصراخ فباعتباره يستهدف أمن واطمئنان الطفل عن طريق إرهابه،باستغلال قوة الأوتار الصوتية التي يتمتع بها الأب، فهو أيضا يعتبر سلوكا لا يمكنأن يحقق أي هدف تربوي إيجابي.
وأما الضرب، هذه الوسيلة المفضلة لدى معظمالآباء، والوسيلة المعتمدة كأداة أساسية للتعامل مع الطفل، فبإمكاننا أن نتفاوضبشأنها من أربع زوايا:

أولا:علاقة الضرب بالفعل/الخطأ:
يصطلح عادة علىقاعدة مفادها: ' الجزاء العادل هو الذي يكون من جنس العمل' وعلى أساسها يجوزلنا أن نسأل الأب الذي يعتمد الضرب كأداة أساسية في تعامله مع طفله: أي عدل تمارسهحينما تستعمل الإيلام البدني على طفلك لتعاقبه على الخطأ الذي ارتكبه ؟
يكفي أننؤكد حقيقة مفادها أن الطفل خاصة في سنواته التسع الأول، لا يمكن أبدا أن يدركالعلاقة بين أي خطإ قد يقترفه وبين الإيلام البدني الذي يقع عليه، وبالتالي فلنيتحقق فيه أي هدف تربوي من خلال الضرب. و لا يمكن أن نستثني في هذا الصدد إلا الخطأالمتعلق بقيام الطفل بضرب غيره عمدا حينها فقط يكون الجزاء من جنس العملوبذلك كله يكون الضرب من ناحية علاقته بالخطأ عموما ممارسة غير عادلة.

ثانيا:علاقة الضرب بالمفعول/الأثر:
إن الحديث النبوي الشريف الذي ينص على الإذنبضرب الطفل لتركه الصلاة، يؤكد من جهة المعنى أن الطفل لا ينبغي ضربه قبل عشرسنوات، وهو دليل على من يحتجون به لتأصيل الضرب.

وإني لأتساءل حقيقة: إذا كانالضرب غير مأذون به قبل عشر سنوات، فإلى متى يمكن للأب أن يستمر في ضرب الطفل الذيتجاوز العشر سنوات، خاصة وأنه على أبواب البلوغ ؟ ألا ترى أن هذا الإذن المتأخربالضرب قد ضيق على المربي، حتى لا يعتمده كوسيلة أساسية في تعامله مع الطفل، وحتىيبحث لنفسه عن وسائل أخرى أجدى و أنفع. فصلى الله و سلم على النبي محمد وعلىآله و بذلك يكون الضرب من هذه الناحية أداة غير 'مجدية' لأكثر من ثلاث سنوات فيأحسن الأحوال.

ثالثا: علاقة الضرب بالفاعل/الطفل:
إن الضرب في حد ذاته، ولو من غير قصد من الوالدين، يستهدف إشعار الطفل بأنه غير مرغوب فيه، مما يحدثاختلالا كبيرا في توازنه النفسي، هذا التوازن الذي لا يمكن أن يعود إلى حالتهالطبيعية إلا بدفقة عاطفية عارمة، من قبل الأم أو الأب، يغدقانها علىولديهما.

فإذا كانت هناك حالات نادرة مضبوطة بنوعها وكيفها يجوز فيها للأب أن يمارس استثناء هذه الأداة مع الكراهة التربوية الشديدة، فإننا نؤكد على أن هذا الاستثناء لا يجوز أن 'يستفيد منه'أيا من كان مهما بلغت قرابته من الطفل. والسبب في ذلك بسيط: وهو أنه ليس هناك من يمتلك ذلك الرصيد العاطفي لدى الطفل غير والديه دون سواهما، وهما اللذان يستطيعان بواسطته أن يعيدا ذلك التوازن النفسي الذي يحدثه الضرب في كيان الطفل.
وبذلك يكون الإذن الاستثنائي بالضرب مقتصرا على الأبوين دون سواهما.

رابعا: علاقة الضرب بالهدف:
وقد يقول البعض إن الهدف هو تعليم الطفل الفرق بين الصواب والخطأ. ولكن ذلك القول واه وبلا معنى: لأنه إذا كان طفلك لا يدرك الفرق بين الصواب والخطأ، وأنت تعلم ذلك، فأي حق ذلك الذي تعطيه لنفسك بمعاقبته عن شيء لم يتعلمه؟ فالغاية من وراء العقاب ينبغي أن تكون تعزيز الأنماط السلوكية وليس تعليمها.'
و لذلك أوجه إليك القول أيها الأب الممارس للعنف تجاهطفلك:
إنك لن تكون المصدر الوحيد للعنف الذي سيمارس على طفلك: فهناك قرينه الذييريده أن يشاركه انحرافه، وهناك المبتز الذي يرمي إلى اغتصاب حقه، وهناك المتسلطالذي يستهدف امتهان كرامته... سيكتشفون جميعا أنه من السهل عليهم تطويع ابنك: بضربهأو شتمه أو الصراخ في وجهه، وسيمارسون عليه ما مارسته عليه أنت، وسيتحكمون فيهوفي سلوكه وفيما كل يملك من كرامة وأشياء ومصير، بنفس الأسلوب الذي أخضعته لهأنت. وسيخضع لهم بكل تأكيد، لأنك ببساطة لم تعوده أن يخضع وينقاد بغير الضرب والشتم والصراخ؟

وفي هذا الصدد نؤكد كذلك ما أكدته مجموعة من الدراسات العلمية: منأن العنف التربوي ينتج 10 في المائة من الأطفال العدوانيين، وأنه يكون من بين هؤلاءالأطفال العدوانيين 90 في المائة سلبيين أي تابعين ومنقادين. فاحذر أن يكونطفلك بينهم، وحاذر أن تكون سببا لانحرافه.

استخلاص
من بين تلك الوقائعالتي بقيت في ذهني، بعد أن ألقيت عرضا حول التربية الإيجابية، حدث أن تقابلت بأحدالأساتذة، وكان قد حضر العرض صحبة زوجته، فأخبرني أنها كانت قد سبقته للبيت، وبعدأن لحق بها بفترة ودخل البيت، وجد جوا من 'السلم التام' يسود البيت، كما أحب هو أنيعبر بنفسه، حيث أن زوجته أصبحت تتعامل مع أطفالها بطريقة جديدة ومختلفة، وأنهمأصبحوا أقل توترا.

أحكي هذه القصة من ضمن قصص كثيرة، كي أؤكد على الفاعليةالقصوى لمسألة إعادة النظر في حقيقة الطفل وحقيقة الوظيفة التي يلزمنا القيام بهاتجاههم، مع أننا نؤكد على أن تطبيق مبادئ التربية الإيجابية لن يتأتى دون مجاهدةلذواتنا وصبر كبير.
فإذا قررت منذ الآن أن تصبح مربيا إيجابيا، فما عليك إلا أنتغير مركز اهتمامك: من ذاتك إلى ذات طفلك، ومن خوفك على هيبتك وسلطتك إلى خوفكعلى حاجات طفلك وحقوقه.. إذا فعلت ذلك فسوف تجد نفسك وبشكل تلقائي:
[1] تعيد النظر في الصورة النموذجية السابقة للأب أو الأم، تلك الصورة الثاوية في عقلكالباطن و المتحكمة في ردود أفعالك تجاه أطفالك.
[2] تراقب اللغة التي اعتدت علىاستعمالها تجاه طفلك.
[3] تلغي تدريجيا كل العبارات السلبية الجاهزة و تبدأ فيتعويضها بعبارات إيجابية.
[4] تميز بين رغبات الطفل المشروعة فترعاها و بين سلوكهالخاطئ فتعمل على تصويبه.

وسترى في النهاية كيف أن 'السلام التام' سيسود بيتك،فابدإ الآن.
بقلم: الأستاذ ماهر الملاخ باحث في المجال التربوي
دبلوم الدراسات المعمقة تخصصلسانيات
maher1987@gawab.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مثلث العنف التربوي وانعكاساته على النمو التربوي للطفل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الفضاء الاجتماعي و الأسري :: فضاء الطفولة-
انتقل الى: