هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول</a><hr></a><hr>

 

 من فقه الدعاءفي قصص الانبياء ومع نبي الله2

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sinmo
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد الرسائل : 23
تاريخ التسجيل : 27/08/2007

من  فقه الدعاءفي قصص  الانبياء ومع نبي  الله2 Empty
مُساهمةموضوع: من فقه الدعاءفي قصص الانبياء ومع نبي الله2   من  فقه الدعاءفي قصص  الانبياء ومع نبي  الله2 I_icon_minitime10/11/2007, 08:57

بعض التفصيل في هذه الإجابات: الدعاء الأول: (( قَالَ رَبِّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لي )).

الإجابة: قال سيد قطب رحمه الله: (استجاب الله لضراعته وحساسيته واستغفاره: (( فَغَفَرَ لَهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ )).

وكأنما أحس موسى بقلبه المرهف وحسه المتوفز في حرارة توجهه إلى ربه، أن ربه قد غفر له.

والقلب المؤمن يحس بالاتصال والاستجابة للدعاء فور الدعاء، حين يصل إرهافه وحساسيته إلى ذلك المستوى، وحين تصل حرارة توجهه إلى هذا الحد.

وارتعش موسى عليه السلام وهو يستشعر الاستجابة من ربه، فإذا هو يقطع على نفسه عهداً، يعده من الوفاء بشكر النعمة التي أنعمها عليه ربه: (( قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ )) [القصص: 17].

فهو عهد مطلق ألا يقف في صف المجرمين ظهيراً ومعيناً، وهو براءة من الجريمة وأهلها في كل صورة من صورها، حتى ولو كانت اندفاعاً تحت تأثير الغيظ ومرارة الظلم والبغي.

ذلك بحق نعمة الله عليه في قبول دعائه، ثم نعمته في القوة والحكمة والعلم التي آتاه الله من قبل).

ويؤيد ما ذهب إليه سيد قطب أن الله تعالى قال في سورة طه: 40، في سياق تعداد نعمه عز وجل على موسى عليه السلام: (( وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الغَمِ )) [طه: 40].

قال القاسمي: (أي غم القتل بأن صرفنا عنك ما تخشاه) [3].

وأصل النجاة والنجاء: الانفصال من الشيء، والغم الذي هو الكرب أصله ستر الشيء ومنه الغمام لكونه ساتراً لضوء الشمس.

(المفردات للراغب: (نجو (وغم )).

وعلى هذا فكان ما وقع لموسى عليه السلام بسبب قتل القبطي قد ستر عليه نفسه بما نزل عليها من الكرب والحزن الشديد، فنجاه الله عز وجل من هذا الغم أي فصله عنه فانكشف ولم يعد له عليه سلطان.

ولا شك أن موسى عليه السلام بقلب المرهف النقي قد أحس بهذا الكرم الرباني العظيم.

الدعاء الثاني: (( قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ )).

الإجابة: يلاحظ أن الإجابة لم تأت عقب السؤال مباشرة، بل انتقل السياق إلى بيان الوجهة التي اتجه إليها باحثاً عن الأمان، إلى أن وصل إلى أهـل مدين، ووقع له ما وقع من إعانة المرأتين بالسقي لهما واستدعاء أبيهما له: (( فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ القَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ )) فجاء الجواب على لسان أبيهما ويقال إنه شعيب عليه السلام، وقد حكى كثير من المفسرين أن مدين كانت خارج سلطان فرعون، مما يدل على أنه دخل في أرض الأمان.

وها هنا فوائد:

1- أنه عندما سأل النجاة لم يلزم مكانه ينتظر الإجابة بل توكل على الله عز وجل، وانطلق يلتمس سبيل النجاة، وهذا ما يومئ إليه قوله تعالى: (( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ )) [القصص: 22] قال ابن عطية: (كان موسى لا يعرف تلك الطريق ولم يصحب معه أحداً فركب مجهلتها واثقاً بالله تعالى ومتوكلاً عليه) ثم قال: (ولما خرج موسى عليه السلام فاراً بنفسه منفرداً حافياً لا شيء معه رأى حاله وعدم معرفته بالطريق وخلوه من الزاد وغيره؛ فأسند أمره إلى الله تعالى وقال: (( عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ ))، وهذه الأقوال منه تقتضي أنه كان عارفاً بالله تعالى عالماً بالحكمة والعلم الذي آتاه الله تعالى ).

2- أن قول موسى عليه السلام: (( قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ )) وقول شعيب عليه السلام: (( لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ ))، يدل على أنهما يتواصلان عبر لغة واحدة، متفقين على أصول المفاهيم الدالة عليها، وعلى هذا المنوال قول شعيب بعد ذلك: (( سَتَجِدُنِي إن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ )) [القصص: 27]، وقول موسى أيضاً: (( وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ )) [القصص: 28]، كل هذا يدل على أنهما يستقيان تلك المفاهيم من مشكاة واحدة !! 3- أن النجاة المذكورة هنا هي في الحقيقة نجاة خاصة بهذه المرحلة بالذات ؛ إذ كان موسى عليه السلام في حاجة إلى فترة من الوقت تهدأ فيها نفسه وتستجمع فيها قوته، استعداداً للمرحلة القادمة، وهي أشد وأهول.

والقرآن لم يقف طويلاً عند الفترة التي قضاها في أهل مدين، ولم يذكر شيئاً من أحداثها، والظاهر أنها تميزت بالهدوء والخلوة والتفكر مما يكون غالباً مصاحباً لرعي الغنم.

أما النجاة العامة الكبرى فهي التي ستتحقق في المرحلة القادمة الحاسمة، بالفصل النهائي بين موسى ومن آمن به وبين فرعون وملئه، وذلك بعد تخليص بني إسرائيل من ظلم فرعون وإهلاك هذا الطاغية الخبيث أمام أعينهم وهم ينظرون!! (( فَلَمَّا تَرَاءى الجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلاَّ إنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ البَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ العَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ (64) وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ (66) إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (67) وَإنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ )) [الشعراء: 61 68]، (( وَإذْ فَرَقْنَا بِكُمُ البَحْرَ فَأََنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأََنتُمْ تَنظُرُونَ )) [البقرة: 50].

الدعاء الثالث: (( رَبِّ إنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )).

الإجابة: قال ابن عطية: (في هذا الموضع اختصار يدل عليه الظاهر، قدّره ابن إسحاق: (فذهبتا إلى أبيهما سريعتين وكانت عادتهما الإبطاء في السقي فحدثتاه بما كان من أمر الرجل الذي سقى لهما، فأمر الكبرى من بنتيه، وقيل الصغرى أن تدعوه له فجاءت على ما في الآية).

إن تجاوز السياق لهذا التفصيل يومئ إلى سرعة الإجابة ؛ وقد حدد القرآن الكريم غرض المرأة من المجيء: (( قَالَتْ إنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا )) [القصص: 25].

وهذه الدعوة إنما هي في الحقيقة بداية لتكريم رباني عظيم: رزق طيب مبارك، وأمان في ضيافة رجل صالح، وزوجة بارة عاقلة طاهرة عفيفة، وعمل شريف يناسب روحه السنية التي تشوقت إلى الخلوة والسير في الأرض سير تفكر وتأمل، تحنثاً وتعبداً وإعداداً من الله تبارك وتعالى له للمواجهة الحاسمة مع فرعون وملئه !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
_EsPoiR_
عضو متميز
عضو متميز
_EsPoiR_


عدد الرسائل : 191
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 31/08/2007

من  فقه الدعاءفي قصص  الانبياء ومع نبي  الله2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من فقه الدعاءفي قصص الانبياء ومع نبي الله2   من  فقه الدعاءفي قصص  الانبياء ومع نبي  الله2 I_icon_minitime10/13/2007, 06:41

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

فعلا ربما تكون كلمات قليلة لكن معانيها شاملة؛ والدليل ما تفضلت بكتابته.
قل لي كم حلقة في هذا الموضوع لكي أكتب الرد في الحلقة الأخيرة.

مشكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ flower ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــور أخي sinmo



flower flower flower
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sinmo
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد الرسائل : 23
تاريخ التسجيل : 27/08/2007

من  فقه الدعاءفي قصص  الانبياء ومع نبي  الله2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: من فقه الدعاءفي قصص الانبياء ومع نبي الله2   من  فقه الدعاءفي قصص  الانبياء ومع نبي  الله2 I_icon_minitime10/13/2007, 11:44

مشكورة اختي اسبوار على الرد و الموضوع فيه حلقتين مشكورة على ردك الغالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من فقه الدعاءفي قصص الانبياء ومع نبي الله2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الفضاء الديني :: واحة الدعاء-
انتقل الى: