سم الله الرحمن الرحيم
في البداية نتوجه بالشكر و التقدير للأخت EsPoiR على هذه المشاركة الرائعة التي دشنت بها الفضاء الديني .
و في فضل قيا الليل أقول ، أن قيام الليل هو دأب الصالحين و ديدنهم ، فهو المطية لهم على مكابدة صعاب الحياة بالنهار و هو الذي أمر به النبي صلى الله عليه و سلم في بداية الرسالة في سورتي المزمل و المدثر ، ذلك أن ناشئة الليل أقوى وطأة على النفس البشرية و ما دونها يهون.
و في القرآن آيات فسرت أنها تتحدث عن قيام الليل منها :
قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16]. قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل.وقال ابن كثير في تفسيره: ( يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة ).وقال عبد الحق الأشبيلي: ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ).
- وقد ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18،17] قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.
- وقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ [الزمر:9]. أي: هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!
و من تم فقد عمل الصحابة الكرام على الاقتداء بهذه الوسيلة للتقرب لله سبحانه و تعالى ، و الكل يعلم أن قيام الليل لأهميته كان مفروضا على نبي الرحمة صلى الله عليه و سلم.
و من السنة في شأن ما جاء في قيام الليل ما يلي :
- فقد قال عليه الصلاة والسلام: {عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد }
[رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].وقال النبي في شأن عبد الله بن عمر: { نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل [متفق عليه]. قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.
وقال النبي صلى الله عليه و سلم: { في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها }فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: { لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام }[رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني].
وقال صلى الله عليه و سلم: { أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس [رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني].
وقال صلى الله عليه و سلم: { من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين [رواه أبو داود وصححه الألباني]. والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر.
وذكر عند النبي رجل نام ليلة حتى أصبح فقال: { ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه !! } [متفق عليه].
وقال صلى الله عليه و سلم: { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [رواه مسلم].
قاللهم اجعلنا من عبادك القوامين الصوامين المحسنين ، و اجعل شهر رمضان لنا بداية التوبة و المغقرة .
و جزى الله تعالى الأخت EsPoiR على هذا الموضوع القيم.
و ننتظر منها المزيد و كذا من باقي الأعضاء